أرشيف

منتقدون يعتبرون وعد الرئيس اليمني بالتنحي خطوة ماكرة

وعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح -الذي يواجه احتمال اندلاع احتجاجات على غرار تلك التي تشهدها تونس ومصر- بانهاء حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود في 2013 لكن منتقدين ربما لديهم أسباب للشك في صدقه.
وسبق لصالح -وهو حليف للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم القاعدة ويستخدم الدهاء السياسي للبقاء في الحكم- ان تراجع عن وعود سابقة للتنحي. ويمكن أن يكون أحدث وعوده محاولة صادقة للخروج بكرامة لكنه ربما يسعى ايضا للانتظار حتى تنتهي الاضطرابات التي تشهدها دول في المنطقة ليعيد تأكيد سيطرته في وقت اخر.
وقالت لوسي جونز محللة شؤون الشرق الاوسط في مجموعة كونترول ريسكس في لندن “أعتقد أن وعده عدم ترشيح نفسه مجددا يجب أن يؤخذ بقدر كبير جدا من الحذر. لقد قطع هذا النوع من الوعود في السابق. فعل ذلك في 2006 في انتخابات الرئاسة السابقة ثم تراجع بعد ذلك عن قراره.”
لكن صالح ربما يجد ان من الصعب عليه ان يفعل ذلك مجددا. وستوضع خطوته الاستراتيجية موضع اختبار يوم الخميس مع اعتزام متظاهرين تنظيم احتجاج وهل سيشارك فيه عدد أكبر من الستة عشر ألف محتج الذين خرجوا الى الشوارع الاسبوع الماضي للمطالبة بتغيير النظام.
وقال ابرهيم شرقية من مركز بروكينجز الدوحة “كانت المظاهرات حتى الان متقطعة وتحتاج الى اكتساب قوة دفع. مسار الاحتجاجات سيقرر مصير علي عبد الله صالح.”
ومن شأن مشاركة عدد كبير من المحتجين في مظاهرة الخميس أن يشير الى أن اليمنيين العاديين وليس المعارضة التقليدية فقط غير راضين عن تنازلات صالح.
وقال تيودور كاراسيك محلل شؤون الامن ان التنازلات كبيرة وخطوة ذكية من زعيم ربما يريد أن يترك الحكم بشروطه ليكون له تأثير على انتقال السلطة.
ومن بين تنازلات صالح تعهده بعدم نقل السلطة الى ابنه وعرضه تشكيل حكومة وحدة فضلا عن وعود أخرى مثل التخلي عن اجراء تعديلات دستورية مقترحة بفكرة الغاء أو تعديل عدد فترات الرئاسة.
ويقول محللون كثيرون ان صالح يمارس عمله على طريقته المعتادة.
وقال جريجوري جونسن محلل شؤون اليمن بجامعة برينستون “هذه هي الكيفية التي حكم بها الرئيس صالح دائما. يريد الرئيس البقاء في السلطة ويبذل كل ما في وسعه لضمان ذلك. همه الاكبر هو ألا يؤدي ذلك الى انهاء حكمه في الوقت الحالي. أيا كان ما سيحدث في 2013 سيتعامل معه في حينه.”
ويتمتع صالح -ذو الخلفية العسكرية- بدهاء سياسي واستغل ولاءات قبلية وصفقات سياسية للسيطرة على التحديات.
وتحاول حكومته التي تعاني ضائقة مالية قمع جناح تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي يتمركز في اليمن بالقرب من السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. كما تسعى للقضاء على حركة انفصالية متزايدة العنف في الجنوب وتدعيم هدنة هشة مع متمردين شيعة في الشمال.
ويكافح اليمن أيضا للتصدي لمعدل مرتفع للبطالة وتناقص المخزونات النفطية والمائية. ويعيش قرابة نصف اليمنيين البالغ عددهم 23 مليون نسمة على دولارين أو اقل في اليوم ويعاني ثلثهم جوعا مزمنا.
وتكمن المخاطر الان في أن صالح اذا لم يلتزم بوعوده فمن المحتمل أن تضم جماعات مختلفة قواها الى أحزاب المعارضة الرئيسية لتوحيد صفوفها ضد صالح.
وقال شرقية “ثمة علاقة مباشرة بما يجري في مصر.. صالح بارع في البقاء ورجل ذكي.. ما تعلمه من مصر هو أنه اذا خرج الناس الى الشوارع فلا عودة.”
وراقب صالح عن كثب التونسيون وهم يطيحون برئيسهم في يناير كانون الثاني وعندما خرج مئات الالاف من المصرين في احتجاجات لمحاولة ارخاء قبضة الرئيس حسني مبارك على السلطة المستمرة منذ 30 عاما.
وحتى التنازلات الاخرى التي قدمها صالح في كلمة الى حكومته وقادة جيشه يوم الاربعاء أظهرت قدرته على استغلال ظروف سياسية غير مواتية لصالحه.
اذ وعد صالح باعادة فتح الباب لتسجيل الناخبين الامر الذي يلبي مطلبا لقوى المعارضة الرئيسية التي شكت من استبعاد 1.5 مليون شخص من قوائم الناخبين. ومن شأن ذلك أن يؤجل الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر اجراؤها في ابريل نيسان والتي كانت المعارضة تنوي مقاطعتها قائلة انها لن تكون نزيهة.
وقال جونسن “لا أعتقد أن الرئيس صالح يريد أن تجرى اي انتخابات في المناخ السياسي الحالي. يمكن أن يعتبر ذلك تنازلا للمعارضة. لكن المعارضة في اليمن ما زالت ضعيفة ولذا فسيحاول استغلال ما يحدث أيا كان لصالحه.”
رويترز – من اريكا سولومون ومحمود حبوش

زر الذهاب إلى الأعلى